حكم الاحتفال باليوم الوطني.. الرأي الراجح من اختلاف العلماء
في اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر كُل عام يحتفل أبناء المملكة السعودية بذكرى توحيد البلد لكيان واحد، حتى باتت السعودية من أبرز الدول العربية المُتقدمة ومواكبة للعصر التكنولوجي الحديث، ولا يقتصر الاحتفال على مُعايدة المواطنين بعضهم البعض، بل تُقام الاحتفالات في الشوارع وتُرفع أصوات المزيكا، وتُقام كثير من الأنشطة الفريدة، ويكون هذا اليوم عُطلة رسمية للموظفين لقضاء الوقت الممتع معًا، ولكن هل الاحتفال بهذا اليوم حرام كونه لا علاقة به بديننا الحنيف؟ هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.
اليوم الوطني السعودي
إقرأ ايضاً:شروط وطريقة الحصول على منح دراسية في جامعة الملك سعود المركزي السعودي يعلن استمرار مبادرة استبدال المكيفات الشباك القديمة ما الفرق بين يوم التاسيس والوطني؟!لمن تمنح بطاقة التميز الراجحي وكيف اعرف اني من عملاء التميز؟!
الملك عبد العزيز آل سعود وكثير من الرجال منذُ سنوات طويلة سعوا جاهدين من أجل توحيد المملكة السعودية بدلًا من انقسامها لنجد والحجاز، ولهذا قررت الحكومة الاحتفال بهذا اليوم ليكون فُرصة مميزة لترسيخ الانتماء للوطن وللملك في نفوس المواطنين.
في هذا اليوم تُقام عِدة فعاليات متنوعة، يُشارك فيها الكبار والصغار، وتعم الفرحة في الأرجاء وهُنا يتجلى الانتصار الحقيقي في الإنجاز التاريخي الذي حُقق، وفي كُل عام تزداد الاحتفالات ويُشارك فيها جهات متعددة مختلفة.
حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي
إنّ الدين الإسلامي دين يُسر وليس عُسر، فقد سهل كُل شيء على المُسلمين، ولم يمنعهم عما يبث في قلوبهم السعادة، بل حافظ على الإنسان وكرمّه، ولهذا لا بُدّ من اِتباع تعاليمُه جيدًا.
رُغمّ أن اليوم الوطني السعودي ذكرى حافلة بإنجاز لم تشهد المملكة بعظمته ويحقّ لهم الاحتفال وتدشين الذكريات في هذا اليوم، إلا أن العُلماء قد اختلفوا إذا كان الاحتفال باليوم الوطني حرام أم حلال.
1- رأي إباحة الاحتفال باليوم الوطني
كثير من دول العالم مرت بمشاكل كثيرة، إلا أنها استطاعت أن تحظى بالاستقلال وأن تكون كيانٍ واحد، ولهذا يحتفل مُعظمهم باليوم الوطني أو يوم الاستقلال كما يطلق عليه البعض، وإزالةً للبس فيما إنّ كان يُعارض الأعياد الدينية قد أوضح العُلماء بعد اجتهاد آرائهم:
- الأعياد الدينية تهدف لتعظيم شعائر الإسلام والتقرب من الله، إلا أن اليوم الوطني ليس عيدًا دينيًا، بل إنّه يُقصد به التجمع للاحتفال مثل الاحتفال بالزواج أو مناسبةً ما وهذا مُباح.
- أمّا إنّ كانت نية الاحتفال هي التقرب من الله، أو التعظيم من أجل كسب الأجر، فهذا بدعة وتُحرم شرعًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ".
2- رأي تحريم الاحتفال باليوم الوطني
هذا الرأي يعود لابن الباز والذي يرى في الاحتفال بدعة لا يحل للمُسلم الانسياق خلفها، ولا فرحة وتعظيم سوى بأعيادنا الدينية، وقد ردّ على دليل الرأي المُباح للاحتفال بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل أبدًا بمولده، وفي اِتباع هذا تشبُه بأهل الجاهلية، وهذه بدعة محدثة محرمة.
جدير بالذكر أن هذا هو الرأي الراجح؛ لأن بتخصيص يوم للاحتفال فيه كُل عام فيه مُضاهاة للأعياد الشرعية، سواء خُصت للعِبادة أم انسياق خلف العادات فقط.